الإهمال الطبي المتعمد – سلاح الإبادة الجماعية البطيئة.

Mohamed Ali Massik

محمد عالي ماسك، هو صحراوي يبلغ من العمر 37 سنة، توفي في نونبر 2016 بعد معاناة طويلة وسنتين من الإهمال الطبي من طرف الدولة المغربية و التي لم تعالج داء الكبد الذي يعاني منه. حسب بلاغ شقيقه ماءالعينين ماسك.

محمد عالي ماسك
محمد كان خريج جامعي مثله مثل رفاقه يتظاهرون بسلمية من اجل حقهم في الشغل في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

حركة الشباب المعطلين الصحراويين الحاصلين على الشهادات العليا، هذه الأخيرة التي زاد نشاطها في السنوات الست الأخيرة، بمظاهرات سلمية يطالبون فيها بحقهم في الشغل.

المغرب يحتل بشكل غير قانوني أفضل أجزاء الصحراء الغربية منذ 1975 عندما احتل هذا الأخير المستعمرة الإسبانية وحوَّلها إلى فضاء مفتوح للسجون وطبق سياسة التمييز العنصري (الأبارتايد) الإقتصادي، الإجتماعي والسياسي. الشباب الصحراوي لا يحصل على فرص للشغل بينما المستوطنين المغاربة يحصلون على مكافآة للإستقرار في المنطقة تتجلى هذه المكافآت في الرواتب المرتفعة، فرص الشغل و ضرائب أقل.
هذه ليست سياسة جديدة وإنما هي سياسة استعملت خلال القرون الماضية لتغيير ديموغرافية المناطق، في هذه الحالة تقليص و تقليل عدد السكان الصحراويين .

أحد مظاهر سلطة الإحتلال هو التمييز في الحصول على العناية الطبية بالنسبة للصحراويين. هذه حقيقة تتعلق بجميع الصحراويين وتزيد حدة التمييز عندما يتعلق الأمر بمن يشاركون في الوقفات السلمية و يتعرضوا للهجوم من طرف السلطات المغربية، الأطفال الذين يتعرضون للتعنيف من طرف هذه الأخيرة أيضاً بالإضافة إلى النشطاء الحقوقيين الصحراويين أو المدافعين عن حق تقرير المصير.

تم تشخيص إصابته سنة 2000 بالتشمع الكبدي، محمد عالي أُدخل مستشفى الحسن الثاني في مدينة العيون المحتلة سنة 2014. كان في حالة خطرة تهدد حياته لكن الدولة المغربية لم تقدم له العناية الطبية الضرورية.

أمراض أشد خطورة لا تعالج في المستشفيات في الصحراء الغربية المحتلة نتيجة لقلة الوسائل والمتخصصين، المرضى في هذه الحالات يرسلون إلى المستشفيات في المغرب.

عندما تدهورت حالته الصحية بشكل سيء، كان من اللازم إرسال الشاب الصحراوي بشكل مستعجل إلى المستشفى في مراكش، لكن وسائل النقل لم تُوفرها السلطات المغربية في الوقت المناسب.

في سنة 2016 مجموعة من الشباب تظاهروا في مدينة العيون المحتلة يطالبون بأن يتم إنقاذ حياة محمد عالي ماسك وأن يحظى بعناية طبية
(https://youtu.be/OUEBg7ueUO0)
فقط بعد هذا الإضراب تم نقله إلى مستشفى مدينة مراكش المغربية لكن كانت هذه الخطوة متأخرة و كان الوقت قد فات. تم حرمان العائلة من التقرير الطبي عن سبب الوفاة من طرف العيادة الطبية حيث توفي.

عائلة محمد قدمت العديد من الشكاوى لهيئات رسمية مختلفة على مدى السنين، من النظام القضائي إلى المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان و المؤسسة الوسيط لكن لم يتم فتح أي تحقيق.

ماء العينين يصرح أن العديد من الأدلة المطلوبة للدعوة القضائية بخصوص وفاة أخيه لم تكن متيسرة في المستشفيات المختلفة، والتي رفضت إعطاءهم نسخ عن التقرير الطبي. ومع ذلك كانت العائلة لا تزال قادرة على الحصول على القدر الكافي من المعلومات بخصوص الإهمال الطبي الذي تعرض له.

هذه الحالة ليست حالة فريدة، فالصحراويين في المناطق المحتلة يعانون من الإهمال الطبي و العديد من المنظمات الصحراوية والأوروبية شجبت ذلك.

مثلاً مستشفى بن المهدي معروف ب”متجر الجزارة” أو ” مختبر التجارب”.

وجود رجال الشرطة بدون زي رسمي وبملابس عادية في المستشفى هو أمر ضروري لذلك فمن العادي جدا أن تُختطف من المستشفى إلى مركز الشرطة.

الرحلة إلى المستشفى هي آخر ملجأ، فالصحراويين عادةً يلجؤون للعلاج التقليدي ولِمُداواة مرضاهم في البيوت بسبب عدم وجود الأمان في الذهاب للمستشفى.

حماد حمَّاد، نائب رئيس CODAPSO كودآبسو (لجنة دعم تقرير مصير شعب الصحراء الغربية)، لديه تقارير مشابهة و في سنة 2016 وضَّح:

“لِفهم الوضع الصحي في المناطق المحتلة، لا بد أن أوضح أن الدَّكاترة و الممرضات هم بمثابة ضباط الشرطة.
عندما نذهب إلى المستشفى، بدل أن يتم سؤالك عن الشكاوى أو معاينة الجروح، فهم يسألوننا عن مشاركتنا في المظاهرات و يلجؤون للعنف و الإهانات.

يعاملوننا هكذا لأننا صحراويين، ولأننا نريد أرضنا، نحن لسنا مجرمين، نحن فقط نريد أن تنفذ حلول الأمم المتحدة و أن تتم إقامة الإستفتاء و نحظى بأرضنا ودولتنا.

عندما يموت الصحراوي في المستشفى، و تطالب العائلة بتشريح الجثة، فهذا يعتبر عصيان وتمرد له نتائج كارثية و غير مرغوب فيها كالإضطهاد و التعذيب.”

عندما نتحدث عن هذه القضية، فإننا لا نجد مُعارض، الكل متفق مع ما نقول. عبدالله أحد الشباب الذي أجرينا معه مقابلة يعاني من مرض السكري لكنه لا يحظى بعناية طبية. فهو لا يعرف إن كان يعاني من النوع الأول أو النوع الثاني من السكري، ورقة معلوماته الطبية التي توصل بها عندما تم تشخيص حالته في المستشفى، هي مجرد ورقة عادية تضم شعار هذا الأخير مع إسم المريض والتشخيص كان كالتالي:
داء السكري. – مع طابع و إمضاء لا شيء أكثر من ذلك.

لا يقوم بالفحوصات لأنه لا يملك المال لذلك، أحياناً يأخذ الأدوية عندما يتحصل على بعض النقود. مثله مثل جميع الصحراويين الذين يملكون تقارير تثبت ذهابهم للمستشفى حيث لا يتم التشخيص، بل يتعرضون لمعاملة مؤلمة، و إهمال طبي مقصود.

عائلة محمد عالي لم تستسلم، بل استمرت في معركتها من أجل الحق. تريد هذه الأخيرة العدالة و تحقيق مستقل. خاطبت الأمم المتحدة بتقديم شكاوى لآليات حقوق الإنسان بعد أن سئمت من القنوات القانونية في المغرب.

Malainin Massik

يريدون العدالة لكن قبل كل شيء يريدون فضح إنتهاكات حقوق الإنسان الخطيرة.
” العالم لا يعلم ذلك… قضيتنا عادلة، لكن للأسف العالم يجهل ذلك”، يقول ماء العينين، الذي كان ضحية للإضطهاد الدائم من طرف السلطات المغربية منذ وفاة أخيه و كان قد تعرض للضرب من بعض رجال الشرطة .

ماء العينين ماسك

“في نونبر 2016، السلطات المغربية عرضت وظائف على عائلتي من أجل التخلي عن معركتنا من أجل قضيتنا. رفضنا و لو أننا عائلة فقيرة، لأن حياة إنسان أهم بكثير من المال، التحقيق في الإهمال الطبي المقصود الذي تسبب في موت أخي أهم بكثير من المال.

في ليلة 28 من شهر مارس، خرج ماء العينين برفقة رفاقه إلى الشارع للمطالبة بحقه في الشغل و كذلك للإشادة بأخيه محمد عالي و إبراهيم صيكا. ابراهيم صيكا هو طالب صحراوي شاب و معتقل سياسي توفي في 15 من أبريل 2016 بعد إضرابه عن الطعام بعد أن تعرض للضرب، الإهانة والإستنطاق في وقفة ضد الظلم و الذل. هو الآخر تعرض للإهمال الطبي ولم يتم التحقيق في قضيته أبداً.
(https://porunsaharalibre.org/2016/04/15/muere-el-sindicalista-y-preso-politico-saharaui-brahim-saika-despues-de-ser-torturado-y-pasar-varios-dias-en-huelga-de-hambre/).

وقفة 28 من شهر مارس 2019 في مدينة العيون.

Manifestación, 28 de marzo de 2019 El Aaiún

” الإحتلال المغربي لا يقتل هاته الأيام بالقنابل، لكنه يقتل بطرق أخرى. لا نحصل على المساعدة الطبية، نحن مُفقرون و مهمشون، لدينا زيجات أقل و أطفال أقل، عندما نحبل فإننا نخاف من الذهاب للمستشفيات، العديد من صديقاتي يجدن مشاكل مع الحمل. لماذا لا ينشر العالم أخبارنا؟ لماذا لا يتحدث عنا أي احد؟ ” تقول السالكة.

كماء العينين، السالكة هي الأخرى تتوق للحقيقة والعدالة تتوق لأعين و آذان المجتمع الدولي، هم ليسوا وحدهم هناك عدد لا يحصى من العائلات الصحراوية في المناطق المحتلة فقدوا أحباءهم بسبب الإهمال الطبي في العقود الأربع الماضية.

Video: https://youtu.be/C0R7tlmZ9OI

Video: https://youtu.be/QASUqNX5zEo

POR UN SAHARA LIBRE .org - PUSL
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.