اكاديمي : القضية الصحراوية تتجه للحل و العالم يقترب من نظام دولي جديد متعدّد الأقطاب

تناول الدكتور أمين بولنوار، أستاذ محاضر بجامعة أبي بكر بلقايد «تلمسان»، عدة جوانب دقيقة ومفصلية في مسألة التحديات العالمية الراهنة للإرهاب والحلول الممكنة لمواجهته بآليات ناجعة، مقترحا امكانية اتخاذ تدابير ترتكز وفق مقاربة تعتمد على إرساء استقرار سياسي في الدول التي استفحل فيها الإرهاب، ثم إنعاش اقتصادي لهذه الدول المتضرّرة، وبعد ذلك القضاء على الخلايا النائمة التي تعتبر منبع تجدّد الجماعات الإرهابية مع محاولة هدم وإيقاف المبادرات الخارجية التي تبنى على استراتيجيات ذات أطماع استعمارية. وبالكثير من التشريح وقف الدكتور على الدور الذي قامت به الجزائر على الصعيد الإقليمي مبرزا جهودها المثمرة في تجريم دفع الفدية، وتناول بولنوار المختص في الدراسات الدولية والدبلوماسية بؤر التوتر في منطقة الساحل وكذا استمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية التي افتكت تعاطفا وتأييدا إقليميا ودوليا ثمينا، ومن دعم أغلبية دول الاتحاد الأوروبي للرؤية الجزائرية تجاه الصحراء الغربية، ويعتقد أنها تتجه بشكل تدريجي نحو الحل.
الاستاذ الجامعي أكد في تصريح للشعب الجزائرية ان الشرعية الدولية لم تتوقف عن التحرك تجاه قضية الصحراء الغربية منذ سنة 1965، لكن التعنت المغربي ورفضه للحلول الأممية جعل القضية مكانها بين مد وجزر، وحسب رأيي، فإن قضية الصحراء الغربية ليست متوقفة فقط على تحرّك الشرعية الدولية، بل متوقفة أيضا على الأدوار التي تلعبها الدول خاصة الجزائر باعتبارها بلد جار للمغرب
وانطلاقا من مبادئها التي تقضي بدعم حق الشعوب في تقرير مصيرها ودعمها للحركات التحرّرية في العالم، وأيضا باعتبار الجزائر قوة إقليمية في المنطقة المغاربية ولها وزنها الدبلوماسي والجيوستراتيجي.
وشدد الاستاذ الجامعي انه يرى أنه من المناسب جدا الآن أن تتحرّك الدبلوماسية الجزائرية بكل ثقلها خاصة في المجال ألمغاربي، العربي والإفريقي عن طريق طرح مقاربتها للحل من خلال المنظمات الإقليمية على غرار جامعة الدول العربية ومنظمة الاتحاد الإفريقي، ومن ثمّ تضييق الخناق على المغرب دبلوماسيا وأمنيا خاصة بعد تقنين زراعة القنب الهندي، وهي في الحقيقة خطوة مغربية تصبّ في صالح الجزائر وهي حجة قوية للجزائر لتأمين حدودها الغربية وأيضا للتسويق لفكرة تحالف المخدرات والإرهاب. وأيضا الاستفادة من الوضع الدولي الجديد ومن دعم أغلبية دول الاتحاد الأوروبي للرؤية الجزائرية تجاه الصحراء الغربية. لكن ما يظهر جليا أن قضية الصحراء الغربية تتجه للحلّ.