شرعت مجموعة من المواقع الإلكترونية المغربية في شن حملة مركزة ضد موريتانيا، على خلفية التقارب الصحراوي الموريتاني، حيث استقبل مؤخرا الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني وزير الخارجية الصحراوي والذي سلمه رسالة من الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، تتعلق بتطورات ملف الصحراء الغربية والعلاقات الثنائية.
ومن جهة أخرى، استقبل رئيس حزب التكتل الموريتاني أحمد دادة وفدا عن الجمهورية الصحراوية برئاسة الوزير المستشار برئاسة الجمهورية المكلف بالشؤون السياسية، البشير مصطفى السيد قبل أيام، حيث “رحب بالوفد الصحراوي، مثمنا الزيارة وضرورتها لوضع القوى السياسية الموريتانية والشعب الموريتاني في تطورات القضية الصحراوية والتمكين من متابعتها عن كثب”.، وفق ما جاء في بيان لوكالة الأنباء الصحراوية.
وقد أزعج الموقف الموريتاني المعترف بالجمهورية العربية الصحراوية المخزن كثيرا، حيث أسدت المخابرات المغربية تعليمات إلى المواقع الإخبارية بشن حملات مركزة ضد موريتانيا هذه الأيام، قصد الضغط عليها لثنيها عن تبني هذا الموقف.
وفي هذا الصدد، إتهمت جريدة ” هيش بريس ” الناطقة باسم المخابرات المغربية موريتانيا باللعب على الحبلين في تعاملها مع قضية الصحراء الغربية، وجاء في عنوان لها في مقال مطول ” هل تلعب موريتانيا على حبلي المغرب والبوليساريو في قضية الصحراء؟”
وقالت ” هيس بريس ” في هذا المقال ” يعد المغرب يقبل بالحياد السلبي الذي تتبناه بعض الدول بخصوص ملف الصحراء المغربية، لأن هذا الموقف، بحسب الرباط، لم يسهم في إنهاء هذا الصراع الإقليمي منذ قرون. ورغم أن الجارة موريتانيا تعتبرها الأمم المتحدة طرفا في النزاع، إلا أن “حيادها الإيجابي”، كما تسميه، بات يثير الكثير من الغموض.”
وروّجت الجريدة الإلكترونية ” هيس بريس ” التي تحظى برعاية خاصة من خزينة ” محمد السادس ” عديد الأكاذيب حول تعذيب الجيش الصحراوي لمواطنين موريتانيين، وأن هناك غضبا شعبيا من التقارب الصحراوي الموريتاني، حيث كتبت ” عبرت أطياف موريتانية عن غضبها من استقبال ولد الغزواني لرئيس وفد البوليساريو المتهم بقتل وتعذيب موريتانيين، إضافة إلى تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، لكن هذه الأصوات الاحتجاجية لم تمنع تنظيمات سياسية أخرى من لقاء وفد البوليساريو ذاته”.
واتهمت ” هيس بريس ” موريتانيا باتخاذ موقف معاد للمغرب، مهددة بشكل غير مباشر الرئيس الموريتاني، حيث ذكّرت بأنها تقف وراء تزويد شعبه بأكثر من 70% من المواد الغذائية.
وذكر مقال ” هيس بريس ” ويرى خبراء أن الجارة موريتانيا لن تتوقف عن النفخ في النار في الصراع المغربي الجزائري، فرغم تجاوز الفتور الدبلوماسي بين الرباط ونواكشوط وتأمين المملكة أزيد من 70 بالمائة من المواد الغذائية للموريتانيين، إلا أن موقف بلاد شنقيط تجاه ملف الصحراء المغربية يظل جامدا ويعرقل الوصول إلى حل نهائي”.
وتحاول المغرب منذ فترة لعب دور الوصي على موريتانيا، رغم تمتع هذا البلد بسلطة قراراته، وإصراره رغم الضغوط المغربية المتواصلة على تبني مواقف تنسجم مع المصالح الإستراتيجية لموريتانيا وشعبها.
وبرأي المتتبعين، فإن المغرب لن يقف عند حدود الحرب الإلكترونية التي ترعاها المخابرات ضد موريتانيا، ويمكن أن يلجأ لأساليب أكثر قذارة عبر استغلال المجموعات الإجرامية والإرهابية التي تنشط بمنطقة الساحل والمستفيدة من تجارة ” الحشيش ” المغربي لاستهداف استقرار وأمن موريتانيا، والتي أغلق جيشها الحدود مع المغرب باكرا تفاديا لأي مخططات قد تستهدف ترابها.
أخبار دزاير: عبد القادر. ب