المناضلة الصحراوية والمعتقلة السياسية السابقة يكة سيد أحمد العالم من مواليد 1964 في وأسرد
(الصحراء الغربية). كانت يكة طالبة ذكية ، تحصلت علي باكالوريا علمية مزدوجة ، لكنها اهتمت
بالتجارة بين الداخلة المحتلة وجزر الكناري الإسبانية ومدينة نواذيبو الموريتانية.
في ثمانينيات القرن الماضي انخرطت يكة في إحدى الخلايا السرية لجبهة البوليساريو لتاطير المناضلين
وحمل الرسائل وتوزيع المنشورات التي تدعو إلى الاستقلال.
كانت الحرب مشتعلة في تلك السنوات والاحتلال المغربي يفرض حصارا عسكريا وإعلاميا حول
الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية. كانت الشابة المناضلة يمكنها دخول وخروج البلاد دون إثارة
الشبهات. تم تكليفها في نوفمبر 1987 بإدخال الأعلام واللافتات الصحراوية من إسبانيا إلى العيون. كان
المناضلون صحراويون يستعدون لمظاهرة أمام بعثة للأمم المتحدة المنتظرة.
قبل أسبوع من وصول البعثة الأممية ، أدخلت يكة عبر مطار العيون المعدات المطلوبة مخبأة في
حقائبها. علمت سلطات الاحتلال بالتحضير للمظاهرة. ولمنع الصحراويين من المطالبة بحقهم في تقرير
المصير، لجات السلطات المغربية إلى مناورة حقيرة من خلال نشر إشاعة بين السكان الصحراويين بأن
بعثة الأمم المتحدة ستأتي بيوم قبل موعدها المحدد. في المطار، لم يكن وفد الأمم المتحدة المنتظر هو
الذي حضر، بل أعضاء من أجهزة الأمن المغربية.
النساء والرجال الصحراويون الذين أتوا للتظاهر وقعوا في الفخ الذي نصبه المحتل. تم القبض على أكثر
من سبعين شخصًا كانوا يريدون التعبير عن آرائهم بشكل سلمي، معظمهم كانوا من الشباب، وقد اقتيدوا
إلى مركز الشرطة PCCMI للاستجواب.
تعرضت يكة، مثل زملائها المعتقلين ، لجلسات تعذيب، خاصة بعد أن علم جلادوها أنها هي التي
أحضرت الأعلام واللافتات الخاصة بالمظاهرة. في 19 يونيو 1991، بعد ثلاث سنوات ونصف من
الاختفاء القسري ، تم الإفراج عنها ، وهي في حالة حرجة للغاية بسبب أنواع وأساليب التعذيب النفسي
والجسدي الذي تعرضت لها في السجن مثل الحبس الانفرادي ، والحرق بالسجائر في أجزاء حساسة
جسمها والاعتداء الجنسي والاغتصاب وغيره من أشكال التعذيب المكيافيلية. استجوبتها المخابرات
المغربية تحت التعذيب من أجل الحصول على معلومات عن أقاربها أو الأشخاص الذين كانت علي
اتصال بهم في الخارج. توفي والدها أثناء اختفائها. خرجت من جحيم السجن وهي مصابة بمرض جلدي
وفقدان للذاكرة. توفيت والدتها بعد عامين من إطلاق سراحها. قرر شقيقها الاحتفاظ بها إلى جانبه
والاعتناء بها.
عدم اطلاع الرأي العالمي علي معاناة المدنيين في الصحراء الغربية ، وخاصة المناضلين أمثال المفقودة
السابقة ييغا العالم ، يرجع إلى الحصار العسكري والإعلامي الذي يفرضه المغرب على الأراضي
الصحراوية المحتلة. يمارس المغرب منذ سنة 1975سياسة القمع والترهيب ضد المناضلين
الصحراويين وعائلاتهم وجميع الأشخاص الذين تربطهم علاقة بهم.
تدهورت صحة يكة العالم خاصة في السنوات الأخيرة بعد وفاة شقيقها وعدم علاج مرضها والإهمال
الصحي الذي تعرضت له. هي حاليا ترقد في مستشفى بالمغرب. تعاني من مرض خبيث ، وارتفاع نسبة
السكر في الدم ، وضيق في التنفس. تحتاج ييغا إلى المساعدة والدعم من أجل الإجلاء و الحصول على
العلاج لأن حياتها في خطر.
لقد حان الوقت للأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان للتدخل بشكل عاجل لحماية المدنيين
والنشطاء الصحراويين العزل من أشكال الاضطهاد المختلفة المستمرة من قبل المحتل المغربي.