نيويورك (الأمم المتحدة)، 07 أكتوبر 2023 (واص) – أجمع عديد المتدخلين في اللجنة الرابعة للدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المكلفة بالمسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار، أمس الجمعة بنيويورك على أهمية التجسيد “العاجل وغير المشروط” لجميع اللوائح الأممية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية ودائمة لمسألة الصحراء الغربية.
وفي هذا الصدد، ذكر النائب بالمجلس الشعبي الوطني، الجزائري السيد محمد واكلي، خلال النقاش العام، بـ” الراي الاستشاري الصادر سنة 1975 عن محكمة العدل الدولية المتعلق بهذه المسالة والذي لا يتضمن وجود أي سيادة ترابية بين إقليم الصحراء الغربية و المغرب او موريتانيا“.
وأشار ذات النائب الى اللوائح الأممية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير على غرار اللوائح 621 و658 و690، داعيا الى تطبيقها الصارم.
كما جدد التأكيد، على موقف الجزائر المتوافق مع الشرعية الدولية ودعمها الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، داعيا طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو) الى إطلاق “مفاوضات بغية التوصل الى تنظيم استفتاء حر وشفاف تحت اشراف الامم المتحدة يضمن حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير“.
من جانبه أوضح رئيس الكتلة البرلمانية للصداقة والاخوة “الجزائر- الصحراء الغربية”، ميلود تيسوح، أن الإطار الوحيد المقبول لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، يجب أن تشرف عليه الأمم المتحدة، داعيا إياها الى احترام التزاماتها تجاه هذه القضية العادلة ووضع حد لنهب الموارد الطبيعية للصحراويين وقمع الشعب الصحراوي.
وبعد أن تطرق للوائح الأممية التي تؤكد حق الشعوب في تقرير المصير، سيما تلك المتعلقة بالقضية العادلة للصحراء الغربية، أكد المسؤول ذاته أن “عدم تطبيق تلك اللوائح الأممية قد شجع المحتل المغربي على مواصلة انتهاك حق الشعب الصحراوي في العدالة والحرية“.
اما الممثل الدائم لأنغولا لدى الأمم المتحدة، ماتيوس بيدرو لوينبا، فقد اكد ان التسوية السلمية و الدائمة لمسالة الصحراء الغربية تتطلب التطبيق “العاجل و غير المشروط” لجميع لوائح الجمعية العامة و مجلس الامن الدولي، فضلا عن قرارات الاتحاد الافريقي ذات الصلة.
وأوصى في هذا الصدد، الى إقامة تعاون وثيق بين هذا الأخير والممثل السامي للاتحاد الافريقي للصحراء الغربية في المستقبل.
من جانبه، صرح الممثل الدائم لجنوب افريقيا بنيو يورك، مارتينوس فان شالكويك”، أن الجنوب الأفريقيين، وبالنظر الى تاريخهم، يحسون بألم هيمنة طويلة الأمد.
وتابع يقول، أن “شعب الصحراء الغربية مطالب بان يكون قادرا على الحصول على حقه في تقرير المصير“.
كما أكد السفير ذاته، أن القارة الأفريقية لا يمكنها، بالنظر الى تاريخ كفاحها، أن تظل شاهدة على ظلم معلن على مواطنيها.
من أجل ذلك، دعا ذات الدبلوماسي اللجنة إلى تقديم دعمها الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية، من اجل “بعث” الحوار بين طرفي النزاع (المغرب وجبهة البوليساريو)، مؤكدا في السياق ذاته “وجوب تنظيم استفتاء بشكل عاجل وبطريقة عادلة ومنصفة، طبقا للائحة 690 (1991) لمجلس الأمن
وفي هذا الصدد، أكد الممثل الدائم لنيكارغوا لدى الامم المتحدة، جان هارميدا كاستيو، على ضرورة القضاء على الاستعمار، وهي مرحلة أساسية على درب التنمية المستدامة، قبل التطرق الى الحق الأساسي في تقرير مصير الشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن “تنظيم استفتاء أمر ضروري من أجل ايجاد حل لهذه الوضعية التي طال أمدها“.
اما ممثل النيبال، كوشال كيشور راي، فقد ذكر بأن جميع الشعوب لديها الحق في تقرير المصير، الا ان العديد منها لا تستطيع ممارسته، داعيا الأمم المتحدة الى ان تقدم لها مساعدة سياسية ومعنوية.
وخلص في الأخير الى التأكيد، على ضرورة احراز تقدم ملموس في طريق تصفية الاستعمار، داعيا اللجنة الرابعة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة، قبل مطالبة القوى المديرة بالتعاون مع هذه الاخيرة.